وزيرة الداخلية الألمانية في سوريا: محادثات حول العودة الطوعية للاجئين
الوفد الألماني النمساوي وصل بشكل سري إلى دمشق قادماً من قبرص، وسط إجراءات أمنية مشددة. بخلاف الزيارة الملغاة التي أُحبطت بسبب تهديدات إرهابية

في ثاني محاولة لها، تمكنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايسر من زيارة العاصمة السورية دمشق، بعد أن ألغيت الزيارة الأولى في مارس الماضي بسبب مخاوف أمنية. رافقها في هذه المهمة نظيرها النمساوي غيرهارد كارتر، حيث التقيا وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية أنس خطاب. المحادثات تناولت بشكل رئيسي آفاق العودة الطوعية للاجئين السوريين، إلى جانب البحث في مسألة ترحيل مرتكبي الجرائم والخطرين أمنياً.
الوفد الألماني النمساوي وصل بشكل سري إلى دمشق قادماً من قبرص، وسط إجراءات أمنية مشددة. بخلاف الزيارة الملغاة التي أُحبطت بسبب “تهديدات إرهابية”، جرت هذه الرحلة دون إعلان مسبق. منذ ديسمبر الماضي، وبعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في هجوم سريع قادته هيئة تحرير الشام، تمر سوريا بمرحلة انتقالية يقودها أحمد الشرع كرئيس مؤقت.

وزير الداخلية الجديد أنس خطاب، الذي استقبل الوفد، يشغل منصبه منذ أواخر مارس، وتربطه بالشرع علاقة تعود إلى فترة عملهما المشترك ضمن مجموعات جهادية ضد القوات الأمريكية في العراق، خلال اللقاء، شددت فايسر على أن سقوط الأسد يتيح فرصة للديمقراطية في سوريا، بينما أكد خطاب أن تحفيز الاستثمارات وخلق فرص العمل داخل سوريا يشكلان عامل جذب للاجئين للعودة الطوعية.
في ألمانيا، لا تزال سوريا تحتل المرتبة الأولى بين الدول المصدرة لطالبي اللجوء، مع تسجيل نحو عشرة آلاف طلب جديد في الربع الأول من العام الجاري. منذ سقوط نظام الأسد، علقت السلطات الألمانية البت في طلبات اللجوء السورية بسبب الغموض في الوضع السياسي.
تزامناً مع هذه الزيارة، تواصل وزارة الداخلية الألمانية العمل على صياغة استثناء قانوني يسمح للاجئين السوريين بالقيام برحلات استطلاعية إلى بلدهم دون فقدان وضعهم القانوني في ألمانيا، عبر السماح إما برحلة واحدة لا تتجاوز أربعة أسابيع أو برحلتين لا تتعدى كل منهما أسبوعين. إلا أن هذا الاقتراح يواجه انتقادات من سياسيين في الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري.
وتعتبر رحلة فايسر إلى سوريا من آخر مهماتها كوزيرة، إذ من المتوقع أن تسند حقيبة الداخلية في الحكومة المقبلة إلى مرشح من الحزب المسيحي الاجتماعي، بموجب اتفاق التحالف الحكومي الجديد بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
فيينا، ألمانيا بالعربي.