Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار ألمانيا

كيف تستهدف الحركات اليمينية المتطرفة طلاب المدارس في ألمانيا؟

منشورات مغلّفة برسائل مألوفة تستدرج المراهقين نحو خطاب الكراهية تحت غطاء الأسئلة المحرّمة والقلق من المستقبل

في حملة منسقة ظهرت مؤخرًا في مدارس بولايات ألمانية عدة مثل بافاريا وبادن-فورتمبيرغ، وزّعت “الحركة الهووية” اليمينية المتطرفة منشورات تحمل عنوانًا جذابًا: “المعلمون يكرهون هذه الأسئلة”، وتستهدف بها تحديدًا طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عامًا.

تسعى هذه الحملة إلى تجنيد المراهقين من خلال مواضيع تلامس قلقهم وهويتهم: الحديث عن تراجع دور “الألمان الأصليين” في المدن الكبرى، وعن ما يُسمى بـ”الهجرة الجماعية” التي تُصوّر كتهديد للنساء والمجتمع، مع الترويج لفكرة “إعادة الهجرة” كحل لكل المشكلات، من البطالة إلى العنف. الرسائل مختلطة بعناصر من نظريات المؤامرة ومعاداة المهاجرين، وغالبًا ما تُختتم بنداءات مباشرة: “دافع عن نفسك! انضم إلى الحركة الهووية.”

ورغم أن هذه الحملة تكرر شعارات قديمة عن نقاء “الشعب” ورفض التعددية، إلا أن الجديد فيها هو استغلالها لحالة القلق المتنامي بين الشباب من انهيار نظام التقاعد، وأزمة الرعاية الصحية، وغياب الأمل بمستقبل مستقر. تُقدم هذه المخاوف في المنشورات ضمن سردية شعبوية تقابل جيل الشباب بجيل “البومرز”، في محاولة لبناء هوية شبابية مشحونة بالغضب والانفصال عن النظام القائم.

© picture alliance / dpa من احدى تظاهرات حركة الهوية اليمينية المتطرفة

من الناحية الأمنية، تراقب هيئة حماية الدستور الألمانية نشاط هذه المجموعة، التي تنشر دعايتها من خلال الإنترنت، واللافتات، والمنشورات في الأماكن العامة، وتعد خطرًا على التماسك الاجتماعي بسبب رفضها الصريح للديمقراطية متعددة الأعراق.

أما تربويًا، فيدعو خبراء مثل الدكتور رالف فرانكنبرغر من جامعة توبنغن إلى عدم تجاهل هذه المنشورات، بل إدماجها في الحصص التعليمية كمادة للنقاش النقدي، وطرحها في إطار التوعية بالخطابات الشعبوية. وزارة التعليم في بافاريا أعلنت بدورها إمكانية التوجه للمسؤولين الإقليميين عن الديمقراطية والتسامح عند وقوع حوادث من هذا النوع، مؤكدة أن مناهجها تتضمن بالفعل زيارات إلى مواقع تذكارية لضحايا النازية، إضافة إلى مبادرات توعوية جديدة مثل “دقيقة دستورية أسبوعية”.

وفي بادن-فورتمبيرغ، أُطلقت وحدة خاصة لمكافحة المعلومات المضللة، كما سيُدرّس قريبًا في المدارس الثانوية مادة “الإعلام والمعلوماتية” لتعزيز التفكير النقدي وتحليل مصادر المعلومات.

ألمانيا بالعربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى