ميرتس يفشل في نيل ثقة البرلمان لتولي منصب المستشار في سابقة تاريخية

في تطور صادم للمشهد السياسي الألماني، فشل زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس في نيل الأغلبية المطلوبة من البرلمان الاتحادي (البوندستاغ) لانتخابه مستشارًا في الجولة الأولى من التصويت. فبينما كان يحتاج إلى 316 صوتًا، حصل على 310 فقط، مقابل 307 أصوات رافضة، وثلاثة امتناعات عن التصويت.

الفشل في نيل ثقة البوندستاغ يُعد صفعة سياسية مدوية للائتلاف الحاكم الجديد المكون من الاتحاد المسيحي CDU/CSU والحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD. ووفقًا لمعلومات صحيفة Bild، فقد تقرر عدم إجراء جولة ثانية من التصويت اليوم، ما يعني تأجيل اختيار المستشار الجديد. وأكد ذلك الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي، كارستن لينيمان.

الصدمة كانت قوية داخل صفوف الاتحاد، حيث عبّر نواب عن غضبهم من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مُرجحين أن الانشقاقات جاءت من داخله، وسط اتهامات صريحة بـ”الخيانة السياسية”. النائب يورغن هاردت كتب على منصة “إكس”: “من لم يصوت لميرتس من داخل الائتلاف، عليه أن يسأل نفسه: لصالح من يعمل؟”.

الانعكاسات لم تكن محلية فقط، بل طالت السوق المالية أيضًا، إذ شهد مؤشر داكس الألماني انخفاضًا ملحوظًا فور إعلان نتيجة التصويت، بعدما كانت الأسواق قد تفاعلت بشكل إيجابي مع الاتفاق الائتلافي. كذلك باتت أولى الرحلات الخارجية لميرتس كمستشار، والتي كانت مقررة غدًا إلى باريس ووارسو، مهددة بالإلغاء.

في الجهة المقابلة، احتفلت الكتلة البرلمانية لحزب “البديل من أجل ألمانيا” AFD المتطرف بالنتيجة، حيث ظل العديد من نوابه جالسين في القاعة يضحكون ويحتفلون، في مشهد أثار غضب باقي الأحزاب.

فيما وصفت النائبة عن حزب الخضر، ريناته كيناست، ما حدث بأنه “زلزال سياسي”، معتبرة أن ميرتس خرج “ضعيفًا للغاية” من هذه المعركة. أما السياسي السابق عن الخضر، فولكر بيك، فاتهم من وصفهم بـ”المخربين داخل الائتلاف” بالرغبة في “إشعال البلاد”، مشددًا على أن ما حصل يُعد قمة في انعدام المسؤولية.

وفيما يظل مصير التشكيل الحكومي معلقًا، يرتقب أن تبدأ الكتل البرلمانية مشاورات مكثفة في الساعات القادمة لتحديد الخطوة التالية، وسط أجواء من القلق والتوتر غير المسبوقين في السياسة الألمانية الحديثة.

ألمانيا بالعربي.