“فيردي” تدعو إلى إضراب تحذيري في أكبر المطارات الألمانية

دعت نقابة “فيردي” (ver.di) إلى إضراب تحذيري شامل يوم الاثنين المقبل، مما سيؤدي إلى تعطيل واسع لحركة الطيران في ألمانيا. ومن المتوقع أن يؤثر الإضراب على العمليات في أحد عشر مطارًا رئيسيًا، وهي ميونيخ، شتوتغارت، فرانكفورت/ماين، كولون/بون، دوسلدورف، دورتموند، هانوفر، بريمن، هامبورغ، برلين-براندنبورغ ولايبزيغ-هاله. وأعلن مطار برلين-براندنبورغ أنه سيوقف عملياته بالكامل يوم الاثنين بسبب الإضراب.
تأتي هذه التحركات النقابية على خلفية النزاع القائم حول الأجور بين النقابة من جهة، والحكومة الاتحادية والبلديات من جهة أخرى. من المقرر أن تُستأنف المفاوضات منتصف مارس، لكن “فيردي” تقول إن عدم تقديم عرض مناسب من قبل أرباب العمل دفعها إلى اتخاذ هذه الخطوة التصعيدية. وقالت نائبة رئيس النقابة، كريستين بيهله، إن الإضراب أصبح ضروريًا لأن أرباب العمل في القطاع العام لم يطرحوا أي عرض ملموس حتى الآن ولم يُظهروا أي استعداد لتلبية المطالب العادلة للعمال. وأضافت أن العاملين في المطارات يؤدون دورًا لا غنى عنه في ضمان التشغيل السلس لحركة الطيران، ويجب أن يحصلوا على أجور عادلة وظروف عمل أفضل تعكس أهمية دورهم في هذا القطاع الحيوي.
بحسب اتحاد المطارات الألماني (ADV)، سيؤدي الإضراب إلى إلغاء أكثر من 3400 رحلة، مما سيؤثر على قرابة 510,000 مسافر. وأوضح المدير العام للاتحاد، رالف بايزل، أن توقّف العمل في أحد عشر مطارًا في وقت واحد يعتبر تصعيدًا غير مسبوق، وسيؤدي إلى شلل شبه كامل لحركة الطيران في البلاد. واعتبر أن هذه الإضرابات تُحدث تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على الركاب وعلى الاقتصاد بشكل عام، حيث تعرقل عمليات السفر والتجارة بشكل واسع.
الإضراب سيبدأ رسميًا في منتصف الليل يوم الاثنين وسيستمر حتى الساعة 23:59 من اليوم نفسه. وخلال ساعات الصباح، ستُعقد تجمعات احتجاجية للموظفين المضربين في مختلف المواقع. وتشمل الدعوة إلى الإضراب العاملين في الخدمات الأرضية بالمطارات إلى جانب موظفي القطاع العام. وأوضحت النقابة أن هذه الفئة من الموظفين تعاني من ضغط عمل متزايد في ظل نقص الموظفين وارتفاع أعباء العمل، مما يجعل تحسين الأجور والظروف مسألة ضرورية وليس مجرد مطلب نقابي اعتيادي.
في إطار النزاع العمالي الدائر، تسعى “فيردي” إلى تحقيق زيادة في الأجور بنسبة 8% على الأقل، أو 350 يورو شهريًا كحد أدنى، إلى جانب رفع العلاوات الخاصة بالعمل خلال الفترات غير الملائمة، وتحسين ظروف العمل بشكل عام. كما تشمل المطالب زيادة تعويضات المتدربين والممارسين بمقدار 200 يورو شهريًا ومنح الموظفين ثلاثة أيام إجازة إضافية سنويًا. وترى النقابة أن هذه المطالب ضرورية لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة ولجعل الوظائف في القطاع العام والمطارات أكثر جاذبية للعاملين الجدد.
في المقابل، رفض أرباب العمل هذه المطالب، مؤكدين أنها غير قابلة للتنفيذ من الناحية المالية، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية. ويؤكد المسؤولون أن تنفيذ هذه الزيادات قد يُثقل كاهل الميزانيات العامة للمطارات وللجهات الحكومية المعنية، مما قد يؤدي إلى صعوبات مالية طويلة الأمد. وعلى الرغم من ذلك، فإن النقابة تؤكد أن تحسين الأجور وظروف العمل أمر ضروري للحفاظ على استقرار قطاع الطيران وضمان استمرارية العمليات دون اضطرابات متكررة.
لم يكن هذا الإضراب هو الأول من نوعه، إذ سبق أن شهدت مطارات كولون، دوسلدورف، هامبورغ وميونيخ إضرابات متفرقة خلال الأشهر الماضية، ما أدى إلى تأخيرات وإلغاءات كبيرة في الرحلات الجوية. وفي مارس 2023، شهد مطار فرانكفورت إضرابًا مماثلًا تزامن مع إضراب لقطاع السكك الحديدية، مما أدى إلى تعطيل واسع لوسائل النقل المختلفة في جميع أنحاء البلاد.
من المتوقع أن تستمر المفاوضات بين النقابة وممثلي الحكومة والبلديات بين 14 و16 مارس 2025 في مدينة بوتسدام، حيث سيحاول الطرفان التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف. لكن مع استمرار الفجوة بين مطالب العمال وموقف أرباب العمل، يبقى من غير الواضح ما إذا كانت الجولة القادمة من المحادثات ستنجح في تجنب المزيد من الإضرابات مستقبلاً.
في غضون ذلك، تنصح شركات الطيران الركاب بالتحقق من أوضاع رحلاتهم مسبقًا، ومتابعة التحديثات الصادرة عن المطارات وشركات الطيران. كما يُنصح المسافرون الذين لديهم رحلات مجدولة يوم الاثنين بالنظر في خيارات إعادة الحجز أو البحث عن وسائل نقل بديلة لتجنب التعطل بسبب الإضراب.
ألمانيا بالعربي.